لفت الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان الى ان قطاع السياحة يعد احد ابرز ثلاثة قطاعات لها اسهام فاعل في تنويع ايرادات الموازنة ،فنحن نمتلك قطاعاً سياحياً غنياً بتنوعه منه السياحة الدينية للاديان السماوية الثلاثة والاديان الاخرى بمذاهبها المتنوعة .
وهذا يجعل العراق قبلة لاغلب الاديان خاصة مع وجود المراقد الدينية للانبياء والاولياء والائمة الصالحين في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والكاظمية المقدسة ،مع تواجد العديد من الجوامع والمساجد والاديرة والكنائس القديمة في شمال وجنوب العراق،ومن الاديرة ما يتجاوزعمرها الفاً ومئتي عام منها دير بهنام ودير متي وربان هرمزولدينا اقدم كنيسة في العالم اسمها كوخي هذا من الناحية الدينية التي تضيف ثراء سياحيا كبيرا .
وشدد الخبير انطوان على ضرورة وجود وعي وثقافة سياحية لاستقبال السائحين ، وبالتالي يجب ان يكون هناك ترويج واعلام سياحي لكي يطلع العالم على المكامن السياحية في العراق حتى يقصد المناطق المهمة بالنسبة له ، مضيفا : تأتي بعد السياحة الدينية السياحة الآثارية حيث تتواجد في العراق اثار فريدة لدول وامبراطوريات قديمة شيدت حضارات معروفة ومن شواخص تلك الحضارات زقورة اور واسد بابل وطاق كسرى وملوية سامراء والمدرسة المستنصرية.
واسترسل : لدينا سياحة الصيد والسياحة العلاجية وكذلك لدينا الاهوار والمسطحات المائية، وتستهوي السياح الاجانب تلك المسطحات المائية وتنوع الطيوروالاسماك فيها، فهي منتجعات كبيرة لو استخدمت بشكل سياحي وقد اهملت السياحة بكل تنوعها لتوفر الريع النفطي الذي غطى على اي نشاطات اقتصادية اخرى ولكوننا بحاجة الى ثقافة سياحية فنحن نحتاج الى بناء كليات ومعاهد خاصة بالسياحة متطورة والاحتكاك مع العالم والاتصال بمنظمة السياحة العالمية .
ويواصل انطوان حديثه فيقول : بعد 2003 اصبح العراق نائبا لرئيس المنظمة العالمية للسياحة واعفينا من الكثير من الرسوم والاشتراكات الا اننا مع الاسف لم نستفد من هذه العملية بسبب هيمنة عناصر غير مهنية وغير كفوءة ولذلك تخلف هذا القطاع ، والان نحتاج الى معهد سياحي في كل محافظة لانها تمتلك مكامن سياحية كبيرة الى جانب اقسام خاصة للسياحة في الكليات والجامعات لتعزيز الكوادر السياحية لتماشي ما موجود في دول العالم ، مؤكدا ان السياحة علم متجدد وعلينا ارسال كفاءات وبعثات خارج البلد او استقدام اساتذة اجانب للتدريس والتعليم في العراق ، لافتا الى ان منظمة السياحة العالمية بامكانها ان تقدم لنا تسهيلات كبيرة اذا احسنا التعامل معها وهي تمتلك خبرة كبيرة والاشتراك في ادبياتها وسوف تغنينا وتنشر السياحة في البلد.
وقال الخبير انطوان: إن التحديات كبيرة امام النهوض بالسياحة ،ولكن من المهم ان نأتي بالشخص المناسب في المكان المناسب ،وان يأتي المهنيون ذوو الكفاءة والنزاهة لكي يبنوا قطاعاً سياحياً اصيلاً يخدم اقتصاد البلد ففي كل دول العالم ومنها دول الجوار يشكل القطاع السياحي نسبة 12بالمئة من الناتج الاجمالي المحلي في الوقت ان قطاع السياحة الدينية لدينا يشغل الكثير من العمالة في الفنادق والمصارف والنقل والبنى التحتية والطرق والشوارع .