غرفة تجارة النجف الاشرف / التخطيط الاستراتيجي سلاح منظمات الإعمال في المنافسة

التخطيط الاستراتيجي سلاح منظمات الإعمال في المنافسة

3 أكتوبر، 2016

بقلم المهندس احسان اموري حبيب

 

تعمل كل المنظمات في العالم سواء الربحية منها او غير الربحية تعمل على وضع خطط للتنسيق بين مواردها المتاحة وبين الأنشطة. اللازم تنفيذها لغرض تحقيق أهدافها في المستقبل ، الا ان التخطيط البسيط لم يعد كافياً لتحقيق أهداف تلك المنظمات في ظل التحديات المعاصرة المتمثّلة بإنفجار الإبداع التكنلوجي وعولمة الاسواق والمنافسة وتخفيف القواعد والقوانين ، لذا لجأت الكثير من منظمات العالم وخصوصاً منظمات الاعمال الى اعتماد مفهوم التخطيط الاستراتيجي .

متى ظهر التخطيط الاستراتيجي

اضحى التخطيط الاستراتيجي اليوم علم قائم بذاته بعد ان كانت بداياته تقتصر على إدارة الحروب منذ العهد الروماني ، واستخداماته في مجال إدارة الاعمال في المنظمات بدأ في الست العقود الاخيرة ، اما في مجال تخطيط الأنشطة الحكومية فقط ظهر مؤخراً .

يمكننا ان نأخذ قصة نبي الله يوسف عليه السلام كمثال على التخطيط الاستراتيجي عندما عمد على تخزين الحبوب وتقنين الاستهلاك في سنوات الرخاء عندما علم بقدوم سنوات القحط .

ماهو التخطيط الاستراتيجي

يعمل التخطيط الاستراتيجي كعمل المختبر لقياس كل حالة على ضوء المتغيرات التي يمكن ان تظهر بشكل او باخر او دراسة عدة متغايرات في نفس الوقت مع تقدير التأثيرات النسبية لتلك المتغيرات ، تعمد بعدها الادارة باتخاذ القرار الصائب لاختيار الأنشطة الملائمة لمجال عملها .

ترتكز عملية التخطيط الاستراتيجي على عدة مراحل  اول هذه المراحل هي مرحلة التحليل وبها يتم تحليل البيئة الداخلية للمنظمة وايجاد عناصر قوتها ( لتقويتها ) واكتشاف عناصر ضعفها ( لمعالجتها او على الأقل تقليلها ) ، من جانب اخر يتضمن التحليل دراسة البيئة الخارجية التي تعمل بها المنظمة ومحاولة تخمين الفرص المؤاتية ( لأستغلالها ) والتنبؤ بالتهديدات التي يمكن ان تواجهها ( للأستعداد لها ) .

يعقب هذا التحليل وضع الاستراتيجيات البديلة من قبل المخططين الاستراتيجيين كبدائل او خيارات يتم المفاضلة بينها على ان تكون جميع تلك البدائل او الخيارات تتماشى مع أهداف ورؤية المنظمة ويمكن تنفيذها على ارض الواقع .

المرحلة الاخيرة تتضمن اختيار واحدة من هذه البدائل ومسؤولية هذا الاختيار تقع على عاتق الادارة لتلك المنظمات على ضوء ما تجنيه من فوائد وما تستهلكه من موارد .

 

من يضع الخطة الاستراتيجية ؟

كما انه من الجدير بالذكر ان من يضع الخطة الاستراتيجية ليس فقط من هم مختصون في هذا المجال بل يجب اشراك اكبر قدر من الأفراد العاملين في المنظمة لضمان علمهم بالاهداف الموضوعة لمنظمتهم وليكون المخطط على علم بكل الأمور التي تحدث داخل المنظمة فضلاً عن الدور المهم الذي تلعبه الادارة العليا في المنظمة في وضع الخطة الاستراتيجية واتخاذ القرارات اللازمة .

بماذا تمتاز عملية التخطيط الاستراتيجي ؟

ان عملية التخطيط الاستراتيجية هي ليست عملية مقولبة جامدة بل انها عملية ديناميكية تتمتع بمرونة من ناحيتين الاولى انها عملية مستمرة لادخال التحسينات والتعديلات المطلوبة حال حدوث مستجدات او أمور لم تؤخذ بالحسبان اثناء عملية التخطيط ، والناحية الثانية انها تتضمن استراتيجيات بديلة لسيناريوهات محتملة يمكن اعتمادها عند الطوارئ .

مصطلحات يستخدمها المخططون الاستراتيجيون

ذكرنا سابقاً ان التخطيط الاستراتيجي يتضمن تحليل لعوامل القوة والضعف داخل المنظمة والفرص والتهديدات خارجها وهذا يسمى اختصاراً ( SWOT ) وهي كلمة اختصار الكلمات(strong, weak, threat, opportunity  )( قوة ، ضعف ، فرص ، تهديدات ). المصطلح الاخر الذي يستخدمه المخططون الاستراتيجيون هو مصطلح بيست ( PEST ) وهو  اسم مختصر لمجموعة كلمات تضم العوامل الخارجية في بيئة عمل المنظمة التي يجب اخذها بنظر الاعتبار وهي (political , economic ,social ,technology ) ومعناها بالترتيب ( العوامل السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، التكنولوجية ) .

 

اخيراً كلمة ( PRiMO-F) وهي كلمة مختصرة تضم مجموعة من العوامل الداخلية التي يجري تحليلها ودراستها اثناء عملية التخطيط الاستراتيجي وتعني ( people , resources , innovation , marketing , operations , finance ) وتعني بالترتيب ( الأفراد العاملون ، الموارد المتاحة ، أفكار وابتكار ، علاقات عامة وتسويق ، عمليات ، تمويل .

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان