في وسط مدينة النجف القديمة وفي بداية شارع الخورنق اليوم مجاوراً لإعدادية الخورنق للبنين يقع خان الشيلان الذي يعتبر من أكبر العمائر التاريخية في المدينة وأفخمها، إذ بني عالياً في العهد العثماني لغرض استقبال وإيواء الزائرين كدار للضيافة، وحينما اكتمل أصبح مقراً للحاكم العثماني في النجف الأشرف، ويتألف الخان من طابقين بمساحة (1500) متر مربع وبارتفاع يصل إلى (12) متر، ويعد هذا الخان رمزاً للمقاومة الوطنية لأبناء النجف الأشرف ضد الاحتلال العثماني والبريطاني، ففي هذا الخان حوصر الحاكم العثماني من قبل ثوار النجف الأشرف سنة (1915م) في ثورة النجف التي شهدتها المدينة ضد الاحتلال العثماني، فأقيمت فيه حكومة النجف الأهلية حتى سنة (1917م)، وفيه أيضاً آثاراً لثورة النجف سنة (1918م)، ضد الاحتلال البريطاني وأخيراً كان معتقلاً لعدد كبير من أسرى الجيش البريطاني بعد الخسارة التي مني بها على يد ثوار العراق في ثورة العشرين في معركة الرارنجية سنة (1920م)، فكان عدد الأسرى كما ذكرت الصحف الصادرة في النجف حينها (146) أسيراً، منهم (80) بريطاني من ضمنهم ضابطين و (66) هندياً من مختلف الديانات، ثم ازدادوا إلى (167) أسيراً بعد أن أضيف لهم من معارك أخرى وجبهات قتال مختلفة أثناء الثورة، وقد توشحت بعض جدران الخان بعدد من رسائل ورسوم ومذكرات الأسرى الانكليز.