مسجد الكوفة من المساجد التي يُشَد لها الرحال، ونقلت بعض الروايات إنه كان معبداً للملائكة قبل خلق النبي آدم ثم معبداً لهُ عليه السلام، ولعدد من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام وللأولياء والصالحين، ويُعد المسجد من الأماكن المقدسة الأربعة التي فضّلها الله فخيّر المسافر فيها في صلاته بين القصر والتمام، وعن الإمام أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وهو يتحدّث لأحد أصحابه مبيّناً قداسة موضعه ويحث على التوجه إليه: ائته، فلو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه. وفي حديث آخر له عليه السلام عن المسجد قال: ما بقي ملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وصلى فيه، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر به ليلة أسري به فستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين، والصلاة فيه الفريضة بألف صلاة، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة، والجلوس فيه من غير تلاوة قرآن عبادة، فأته ولو زحفاً.
والمسجد بناء مربع الشكل محاط بسور عال يصل ارتفاعه إلى (10) أمتار وطول ضلعه إلى حوالي (140م)، يتخلله من الداخل صف من الحجرات والأواوين، فيما دعّم من الخارج بأبراج نصف دائرية يبلغ عددها (28) برجاً، وعلى سور المسجد مأذنة قديمة غلفت بالزخارف والنقوش والآيات القرانية الكريمة، وقد شُيّدت اليوم على جانبيها منارتين كبيرتين بتصميم معماري جديد يصل ارتفاع كل منهما إلى (30.85م)، وتبلغ مساحة المسجد الكلية (11.162) متر مربع، قسمت إلى (5.642) متر مربع مساحة مكشوفة، فيما سقفت المساحة الباقية وهي (5.520) متر مربع، وبلغت عدد الأعمدة الكلية في المسجد (187) عمود، وكان عدد الأقواس الكلية فيه (56) قوساً، وهناك مأذنة رابعة هي قديمة أيضاً زُيّنت بالنقوش الإسلامية ونصبت فيها ساعة كبيرة وقد غُلفت قبة مأذنة الساعة بالذهب وبمقدار أربعة كيلو غرامات.
تصل مساحة محراب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى (797) متر مربع، فيما بلغت عدد أعمدته (48) عموداً.
وفي المسجد مقامات عدّة تصل إلى تسعة مقامات هي:
1ـ مقام النبي إبراهيم عليه السلام.
2ـ مقام الخضر عليه السلام.
3ـ مقام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
4ـ مقام أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ومحل صلاته ومحرابه ومنبره.
5ـ مقام النبي آدم عليه السلام.
6ـ مقام جبرائيل عليه السلام.
7ـ مقام الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام.
8ـ مقام النبي نوح عليه السلام.
9ـ مقام الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
وهناك أماكن أخرى في المسجد لها تاريخ وهي:
1ـ بيت الطشت: وهو المحل الذي حلّ فيه أميرالمؤمنين عليه السلام المشكلة المشهورة لإحدى الفتيات.
2ـ دكة القضاء: وهو المحل الذي كان أمير المؤمنين عليه السلام يفصل فيه بين الناس ويقضي بينهم.
3ـ سفينة نوح: وهو موضع في وسط المسجد ويُقال إنه المحل الذي رست فيه سفينة نوح النبي عليه السلام بعد الطوفان الكبير.
4ـ محراب النافلة للصلاة فيه ركعات قربة إلى الله تعالى.
وللمسجد أبواب خمسة هي باب الإمام الحجة عجّل الله فرجه الشريف، وباب الثعبان أو الفيل، وباب الرحمة، وباب مسلم بن عقيل عليه السلام، وباب هاني بن عروة رضوان الله عليه.