غرفة تجارة النجف الاشرف / كلمة رئيس الغرفة في حفل الذكرى ال 75 لتأسيسها

كلمة رئيس الغرفة في حفل الذكرى ال 75 لتأسيسها

17 يوليو، 2025

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور، الضيوف الكرام، (الشخصيات الرسمية):


السادة التجار و رجال الأعمال ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم اليوم في هذا المحفل الكريم، لأرحب بكم أجمل ترحيب في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا، الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس غرفة تجارة النجف الأشرف. إنها لحظة استثنائية تجمعنا لنستذكر معًا مسيرة طويلة من العطاء والتطور، ولنحتفي بتاريخ حافل بالإسهامات الاقتصادية والاجتماعية، التي كان لها الأثر الكبير في دفع عجلة التنمية في مدينتنا العزيزة.
إن النجف الأشرف، هذه المدينة العريقة، لم تكن يومًا مجرد بقعة جغرافية فبالإضافة الى البعد الديني والثقافي ، كانت ولا تزال مركزًا حيويًا للحركة التجارية والاقتصادية، وملتقى قوافل السائحين ومركزا للأسواق والعلاقات التجارية التي امتدت عبر القرون. ومن هنا، جاء تأسيس غرفة تجارة النجف الأشرف في عام [1950] كاستجابة طبيعية لحاجات أهل المدينة الاقتصادية، ولتنظيم عمل التجار وتطويره وفق أسس حديثة تواكب التطورات التجارية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة.
لقد اضطلع تجار النجف الأشرف بهذه المهمة بكل تفانٍ وإخلاص، مؤسسين هذه الغرفة التي لم تكن مجرد مؤسسة إدارية، بل كانت ولا تزال منصة تعبر عن تطلعات التجار، وتجسد روح التعاون والشراكة بين القطاع الخاص ومختلف الجهات الاقتصادية، وتسهم في وضع السياسات التي تساعد على تطوير البيئة التجارية والاستثمارية.
ومنذ لحظة تأسيسها، قدمت الغرفة إسهاماتٍ بالغة الأثر في دعم الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة، وكانت شاهدة على العديد من المشاريع الريادية التي أسهمت في تحسين البنية التحتية ودعم القطاعات الإنتاجية ما جعل من النجف الاشرف منار ازدهار امتد تأثيره الى محافظات الفرات الوسط والجنوب كافة.
أيها الحضور الكريم،
لقد واصلت الغرفة على مدى العقود الماضية مسيرتها في تمثيل التجار والدفاع عن مصالحهم، والعمل على تطوير البيئة الاقتصادية، ومواكبة التحديات والمتغيرات في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. واليوم، ونحن نحتفي بهذه الذكرى العزيزة، فإننا نؤكد التزامنا بمواصلة العمل الجاد والتخطيط الطموح لتحقيق مزيد من الإنجازات التي تليق بتاريخ النجف الأشرف ومكانتها.
إن هذا الحفل ليس مجرد مناسبة لاستذكار الماضي، بل هو أيضًا لحظة تقدير وعرفان لكل من أسهم في بناء هذا الصرح، من تجار الأمس الذين وضعوا اللبنات الأولى، إلى تجار اليوم الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية استكمال المسيرة، ورفد اقتصاد المدينة والوطن بأفكار جديدة ومشاريع طموحة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. كما لا يفوتني أن أشيد بالدور الكبير الذي يلعبه الجيل الجديد من رجال الأعمال والتجار، الذين يجمعون بين الخبرة العريقة والرؤية العصرية، ويسعون إلى تعزيز مكانة النجف الأشرف كوجهة اقتصادية واستثمارية واعدة.
السيدات والسادة،
قال تعالى كتابه الكريم:
﴿وَٱبتَغِ فِيمَا ءَاتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلأخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنيَا وَأَحسِن كَمَا أَحسَنَ ٱللَّهُ إِلَيكَ﴾ القصص 77
إن الأدوار التي يؤديها تجارنا على مختلف الأصعدة كثيرة ومتنوعة اقتصادية واجتماعية وخيرية، وإن لم يتسع المجال لتسليط الضوء عليها جميعًا في هذا الاحتفال، إلا أننا نؤكد أنها ستظل محل تقديرنا واهتمامنا، وستكون هناك مناسبات قادمة – إن شاء الله – نحتفي فيها بالمزيد من الإنجازات، ونكرّم فيها كل من كان له إسهام في خدمة الاقتصاد والمجتمع.
وختامًا، لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل من شارك في تنظيم هذا الحفل، ولكل من حضر ليكون جزءًا من هذا الحدث المهم، داعيًا الله عز وجل أن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير لمدينتنا العزيزة، ومواصلة العمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا.
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ التوبة 105
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان