نلتقي اليوم وأمامنا موضوعان مطروحان للبحث والتحليل والدراسة , وكل موضوع منهما هو فعالية قائمة بذاتها , لها مقوماتها ولها خصائصها وأدوات التعاطي معها , فما بالكم اذا ما اجتمعت هاتان الفعاليتان لتؤسسان لنشاط اقتصادي موحد في عملية اراد لها مؤلف الكتاب او مؤلفو الكتاب تكوين وحدة فكرية واحدة لها , لتنطلق من هذه الوحدة الفكرية نقلة نوعية في عملية اقتصادية كبيرة وشاملة تحتاج بطبيعة الحال الى جمع اكبر ما يمكن جمعه من الجهود والخبرات العلمية لغرض الاقتراب من عناصر النجاح الحقيقية او الوصول الى حتمية النجاح وذلك باستبعاد كل العوامل والمؤثرات التي تحول دون ذلك.
ان الاستثمار بحد ذاته هو موضوع قائم , وكذالك الحال مع التسويق الذي يعتبر العنصر المتمم للفعل الاقتصادي المنطلق , والذي بدونه (أي بدون التسويق) فان أي نشاط او فعل او حراك اقتصادي يعتبر بدون أي قيمة اذا لم يؤسس لفكر تسويقي واضح المعالم وله جدوى اقتصادية متفق عليها.
وعلى هذا الاساس فان عملية الجمع بين الاستثمار كفكر اقتصادي ناشط وبين التسويق كحراك اقتصادي منتج يعتبر عملا تكامليا يجمع كل العناصر االجاذبة لخلق القوة الديناميكية المؤثرة في الفعل الاقتصادي المنتج بغية الوصول الى الاهداف المرتجاة ولتحقيق الاغراض المبتغاة وهذا بحد ذاته عمل ليس باليسير وليس بالهين ولكن وبكل تأكيد اراد مؤلفو كتاب “تسويق الاستثمار واستثمار التسويق” الافاضل , ان يقدموا جهدهم الخلاق هذا لرجال العلم ولرجال المال والأعمال بشكل يبسط لهم عملية التعاطي مع هذه المفاهيم ويسهل مهمتهم بالإقدام والشروع في نشاطات استثمارية منتجة وتحقيق اعلى درجات النجاح مع تجنب عوامل المخاطرة من خلال التعامل مع القواعد والأسس العلمية والعملية في مثل هكذا انشطة. كل امنياتنا ان تكلل هذه الجهود الخيرة بإيجاد الارضية الصالحة للاستثمار وان تتحقق الاهداف المشتركة لكل الاطراف الفاعلة في المعادلة الاستثمارية لبناء عراق الغد.
و (على قدر اهل العزم تأتي العزائم).